معاناة أرملة
كتبت :مروة لطفي
رغم حرصي على متابعة أبواب المشاكل في الصحف لكنني لم أتصور يوماً أن
أكون بطلتها وهو ما دفعتنى إليه الظروف .. فأنا سيدة في منتصف العقد
الرابع من العمر .. تزوجت من ابن عمي منذ أكثر من ربع قرن .. و أنجبت منه
ثلاثة أبناء فانشغلت بهم عن استكمال دراستى الجامعية حيث تفرغت تماماً
لأسرتي الصغيرة و أصبح دوري كربة منزل بما يتطلبه من أعمال منزلية كالطهي و
خلافه هوايتي المفضلة التي أجد نفسي فيها بل و صنعت من بيتي واحة حب و
سعادة لأبنائي
وزوجي الذي حرص من جانبه على احتوائي معنوياً و مادياً حتى أنني لم أخطو
طوال سنوات زواجنا إلى أي مكان دونه .. هكذا عشت معه في سعادة وأمان حتى
أن معظم أقاربي من النساء كن يحسدونني على ما أنا فيه مؤكدين أنني أعيش
حياة زوجية من زمن فات !! ..
ولأن بقاء الحال من المحال كما يقولون فقد رحل زوجي فجأة عن عالمنا بعد إصابته بالمرض اللعين
والذي لم يقوى جسده على مقاومته لأكثر من 30 يوما فقط .. حدث ذلك منذ
عامين مما أسفر عن إصابتي بانهيار عصبي ظللت أعالج منه لمدة عام كامل ..
بعدها فقدت الشعور بالأمان فضلاً عن فشلي في استكمال حياتي بشكل طبيعي خاصة
بعدما كبر أبنائي وأصبح لكل منهم مشاغله الخاصة .. أكاد أفقد عقلي جراء
هلعي من
الوحدة فضلاً عن فشلي التام في الاعتماد على نفسي بعد رحيل صمام الأمان الوحيد في حياتي ..فهل من سبيل يخرجني من معاناتي ؟!
ن ع "حدائق القبة"
ـ لاشك أن الأمان العاطفي جزء لا يتجزأ من سعادة المرأة لكن حرمانها منه
لا يعنى نهاية الكون .. فقد منحك الله سبحانه و تعالى نعمة الأمان في كنف
زوج محب لعدة سنوات .. لكن ماذا لو أخذ الله سبحانه
وتعالى وديعته إلى عالم أفضل من دنيانا ؟! هل نستسلم لأحزاننا أم نحارب
لتحقيق الاستقلالية التي تؤهلنا للتأقلم مع واقعنا الجديد؟ فكم من نساء
أجبرتهن الظروف على الحياة دون رجل فاستثمرن وحدتهن في عمل أو هواية كان
لها مردود إيجابي على نفسيتهن ..لذا أدعوك للتركيز في الأشياء التي تحبينها
..فإذا كانت أعمالا منزلية كما ذكرت فيمكنك شغل وقت فراغك في مشروع لطهي
الأطعمة المنزلية وبيعها للنساء العاملات وهو من المشاريع المربحة
والمسلية في الوقت ذاته .. كذلك يمكنك الانضمام لأي من الجمعيات الأهلية
التي تساعد على اندماجك في أنشطة وعلاقات اجتماعية من خلالها تتغلبين على
مخاوفك من
الوحدة و تطردين المشاعر السلبية خارج جدار قلبك .. وأدعو صاحبات التجارب المشابهة إرسالها
فرحة العيد
ما أقسى أن يهل عليك
العيد ليعشمك بفرحة لا يكتب لها أبداً الحضور ..طويلة هي أجازته إذا عشتها و
أنت في حالة لانهائية من الانتظار .. بطيئة هي ساعاته إذا قضيتها وأنت
تترقب كل دقيقة دون تحديد ماهية ما تريد .. ألاّم .. أحزان .. أوهام ..
كلها تنصب حول شعور واحد لا يمكن لأحد لم يتذوق مرارته تصوره اسمه
"الوحدة" ...ولأنني لا أجد سبيلا يخلصني منه أحاول جاهدة إقناع نفسي أن
هناك واقعا أخر بكل تفاصيله مقبلاً علي ليبدل حياتي الكئيبة لأخرى مليئة
بالحب الذي أهدرت عمري بحثاً عنه .. لذا أرفع يدي إلى السماء في يوم عرفة
داعية الله سبحانه و تعالى أن يقرب البعيد " اللهم يا مجيب الدعوات امنحني
فرحة تسعد قلبي العليل وتطمئن خاطري بعدما أعياه البكاء على نصيب خارج عن
قدرة البشر " ...الرجل يحب ليسعد بالحياة
والمرأة تحيا لتسعد بالحب ... بيرون
الموضوع الأصلي :
معاناة أرملة المصدر :
عالم العرب الكاتب:admin